دور شبکات التواصل الاجتماعي في تشکيل اتجاهات الشباب نحو الأحداث الخارجية (دراسة ميدانية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الإعلام کلية الآداب ـ جامعة المنصورة

المستخلص

تعد شبکات التواصل الاجتماعي نتيجة للتطورات المتلاحقة التي شهدتها شبکة الإنترنت في السنوات الأخيرة، فقد يُنظر إليها علي أنها مجتمع إنساني جديد، حيث أحدثت طوفاناً معلوماتياً وسرعة في نفل الأحداث التي تجري حول العالم بأکمله، کما عملت علي تشکيل خارطة العمل الإعلامي والاتصالي في المجتمعات المعاصرة، وذلک بما تحمله من خصائص العملية الاتصالية وسرعة الوصول والتفاعل وانخفاض التکلفة.
وإن قوة شبکات التواصل الاجتماعي لا تقتصر علي خاصية التفاعل، فقد أحدثت تغيراً نوعياً في المحتوي الاتصالي والذي يشتمل علي النصوص والصور ومقاطع الفيديو، مما أعطي تلک الشبکات أهمية کبري في ممارسة عملها، وذلک بالإضافة إلي دورها في تشکيل الآراء والاتجاهات الخاصة بالأفراد داخل المجتمع. کما عملت أيضاً علي تغير طرق تفکير الجمهور وتقبله للعديد من الأخبار والموضوعات والأحداث، لإمتلاکها التقنيات الجديدة والجذابه التي تساعدها علي القيام بذلک.
کما تعتبر شبکات التواصل الاجتماعي من أهم القنوات التي تسهم بصورة کبيرة في تشکيل اتجاهات الشباب نحو مختلف القضايا والأحداث سواء کانت داخلية أو خارجية، نظراً إلي کونها أبرز المصادر الرئيسية التي يعتمد عليها الأفراد في استقاء معلوماتهم فهي لم تعد أداه لنقل المعلومات فقط، بل أصبحت أداه لتوجيه الأفراد والجماعات وتکوين اتجاهاتهم ومواقفهم الفکرية والاجتماعية، فالاتجاهات تلعب دوراً رئيسياً في توجيه سلوک الفرد وتساعده علي التکيف والتوافق الشخصي والاجتماعي وميوله المختلفه.
واستطاعت أيضاً شبکات التواصل الاجتماعي بما حفلت به من سمات وخصائص، أن تجذب إليها فئة واسعة من الجمهور وخاصة الشباب والذي يمثل شريحة واسعة في المجتمع، حيث وجد فيها وسيلة لاشباع احتياجاته ورغباته سواء في الحصول علي المعلومات من مصادر مختلفة أو تکوين علاقات اجتماعية مع أصدقائه وعائلته.
ويعتبر الشباب هم أکثر الفئات تأثراً بشکات التواصل الاجتماعي، وذلک لقضائهم وقتاً طويلاً في استخدام تلک الشبکات والتفاعل مع غيره من الناس وتعلم أنواع من السلوک واکتساب خبرات إيجابية من خلال هذا التفاعل، کما أن الشباب يُکون مدرکاته المعرفية والأخلاقية بواسطة الوسائط والشبکات الاجتماعية حيث يتعرض لکم هائل من المعلومات والمعارف والعادات والثقافات المختلفة  مما يحعله يثأثر بهذا الکم من المعارف والمهارات والخبرات.
کما أتاحت هذه الشبکات لجميع الشعوب فرصاً لم يعلموها أو يألفوها من قبل في التعبير عن آرائهم وأفکارهم بکل حرية ودون قيود. وأن التحولات التي شهدها العالم الخارجي سواء علي المستوي الدولي أو العربي أو الإقليمي أدت إلي إفراز العديد من القضايا والأحداث، والتي أصبحت محل اهتمام جميع الأفراد وخاصة الشباب، نتيجة لتطلعهم الدائم لمعرفة المزيد من المعلومات عن ما يحدث في العالم الخارجي.
ونظراً إلي أن الأحداث الخارجية تکون غير ملموسة، نتيجة عدم امتلاک الفرد لخبرات شخصية حولها، أو احتکاکه احتکاک مباشر بها، فإنه يلجأ إلي وسائل الإعلام المتمثلة في "شبکات التواصل الاجتماعي" للحصول علي المعلومات والأخبار الکافية حول تلک الأحداث، والتي تمکنه من تشکيل الاتجاهات الخاصة به نحوها، سواء کانت اتجاهات إيجابية أو اتجاهات سلبية.
ومن هنا تظهر الحاجة إلي التعرف علي الدور الذي تقوم به شبکات التواصل الاجتماعي لتشکيل اتجاهات الشباب نحو الأحداث الخارجية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية