فن الرواية السياسية عند " إسماعيل فصيح "من خلال " بازﮔـشت به درخونـﮔاه "دراسة نقدية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة حلوان

المستخلص

تعد الرواية في الأدب المعاصر محورًا هامًا من محاور الثقافة المعاصرة، ونجحت الرواية في أن تثبت وجودها کجنس أدبي قادر على تصوير ونقل هموم المواطن وأفراحه، إلى القارئ حيثما وجد.
"ولأن السياسة قد غدت المحرک الأول لمسيرة البشر في أي مجتمع، لأنها هي التي تحدد أصول الحکم، وتنظم شئون الدولة، على أساس من الوعي بهذا الدور الخطير والمؤثر..." ([1]).
من هنا ندرک مدى أهمية دراسة ونقد وتحليل الرواية السياسية، من حيث الشکل والمضمون، والرؤية التي يسعى الکاتب السياسي أن يعرضها من خلال عمله الأدبي.
والرواية التي نحن بصددها هي"بازﮜـشت به درخونـﮜاه : العودة إلى  درخونـﮜاه" للکاتب " إسماعيل فصيح "، تقع في جزئين " الجزء الأول مکون من سبعة فصول، والثاني من تسعة فصول، (232 صفحة) من القطع المتوسط.
وتحکي عن "جلال آريان" الذي يذهب ذات يوم إلى معمل التحاليل لإجراء بعض الفحوصات الطبية، فيلتقي بـ "خسرو" وهو ابن أحد أصدقائه القدامى، يتجاذبا أطراف الحديث، وتتداعى الذکريات، وبسؤاله عن الحال والأحوال، وعن الأسرة يعرف منه أنه لا يزال يعيش مع والده ووالدته بـ " درخونـﮜاه " ومعهم أيضًا العمة "ماتي تي" والجدة.
والرواية تبدو للوهلة الأولى قصة رومانسية تحکي عن حب"خسرو" لــ" شهناز" التي کانت قد تزوجت من آخر، وأنجبت منه طفلاً، ثم ها هو يفکر بعد طلاقها في العودة إليها ثانية، لکن والدها يشترط لزواجها منه أن يسافرا إلى کندا، بعد عقد القِران مباشرة.
ويعيش خسرو في صراع بين محبوبته التي طالما حلم بالزواج منها، وبين والده القعيد، وأمه وعمته وغيرهم... وتتوالى الأحداث ويتوهم القارئ أنها هي قصة رومانسية، إذ الصراع کله يدور حول کيفية اتمام هذا الزواج، ومع توالي الأحداث ينتظر القارئ الخبر السعيد، خاصة وأن والد "شهناز" کان سعيدًا بهذا الزواج، وصرح ضمنيًا انه يوافق کي يسعد ابنته، رغم اختلاف الطبقة الاجتماعية، وقد بذل "جلال آريان " جهداً کبيراً کي يجعل والدة "خسرو" وعمته تساعداه کل بطريقتها في إقناعه بأن يتم الزواج ويسافر.
ثم يقرر جلال آريان السفر إلى " الأهواز" في رحلة عمل، وذلک بعد أن هيأ له کل أسباب السعادة، من موافقة "علي آقا" والد شهناز، موافقة الأم والعمة على مساعدة خسرو، قبول خسرو بذلک...
يسافر" جلال آريان"  وبعد انتهاء فترة انتدابه للعمل بـ" الأهواز"، وبينما هو يستعد للعودة فإذا بالعمة "ماتي تي" تتصل به تليفونيًا، وتبلغه بخبر انتحار "خسرو!.....
هنا يتغير مسار الرواية من عمل رومانسي بکل المقاييس، إلى عمل أدبي سياسي، محوره الأساسي هو مناقشة قضايا الوطن وهموم شبابه الذي تتحطم وتتلاشى أحلامه على صخرة الواجب وحب الوطن.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية