الأمر في البلاغة العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب جامعة المنوفية

المستخلص

الأمر لغة : نقيض النهي ، من أمره يأمره أمراً ، والجمع أوامر وأمور ، يقال أمره فأتمر ، توقل العرب: أمرتک أن تفعل ولتفعل وبأن تفعل

ويطلق لفظ الأمر اطلاقيني الأول على طلب الفعل کقوله تعالى ( وَأْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلَاةِ )وهذا الأمر يجمع على أوامر والثاني على الفعل والحال والشأن کقوله تعالى ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ )وهذا الأمر يجمع على أـمور والمراد هنا الأول  لما فيه من الطلب.
الأمر اصطلاحاً:
عرفه السکاکي (ت 626 هـ) بقوله: هو عبارة عن استعمال نحو لينزل وأنزل وصفه على سبيل الاستعلاء ممن هو أعلى رتبة
إذن الأمر عند البلاغيين في تصورهم : طلب حدوث شيء لم يکن حاصلاً وقت الطلب على سبيل التکليف والإلزام من جهة عليا أمرة إلى جهة دنيا مأمورةوقد اختلفوا في صيغته الموضوعة له اختلافاً کثيراً والمراد بصيغته ما دلّ على طلب فعل غير کفٍِ استعلاء سواء کان اسماً أو فعلاً والموضوعة لطلب الفعل

ومعنى طلب العلو أن يعد الأمر نفسه عالياً بإظهار حالة العالي لکون کلامه على جهة الغلظة والقوة لا جهة التواضع والانخفاض فسمي عرفاً ميله في کلامه إلى العلو طلباً له سواء کان عالياً في نفسه أولاً ومنم من اشترط العلو کالمعتزلة ومنهم من لم يشترط الاستعلاء ولا العلو کالإمام فخر الدين وابتاعه ، ويذهب السکاکي أن الطلب استعلاء يتبادر إلى الفهم بسماع صيغة الأمر والتبادر إلى الفهم من أقوى
إمارات الحقيقة ، ومن هنا فإن الأمر يعد حقيقياً إذا کان في الأمر أعلى من المأمور ويخرج عن هذا إلى معنى الطلب ويشمل ( الدعاء ، التضرع ، الرجاء ، التوسل ، .....) وما يقتضيه الغرض التواصلي إذا کان الأمر اقل من المأمور منزلة.


 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية