الصورة الشعرية عند علي بن الجهم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - جامعة المنوفية

المستخلص

حينما نرى مصطلح الصورة الشعرية يتبادر إلى أذهاننا، کيان مصور للقصيدة، کأننا ننظر إلى صورة مزخرفة مؤطرة بألوان ملفتة، تجذب نظر من يراها، ويشده للتأمل فيها .
وهذا مايکسبها أهميتها ومکانتها في القصيدة، فهي من الأرکان والعناصر المهمة في القصيدة ، التي تتألف مع بعضها البعض؛ لتکمل لنا القصيدة أو العمل الأدبي بشکل عام وتظهره في أبهى صورة، وهو مايريده الشاعر ويقصده من أول مرحلة في إنشاء القصيدة، هي أن يرتضي القصيدة في نفسه، ويؤثر بها في سامعيه، ولهذا يستخدم الصورة ويجعلها من أولى اهتماماته، فهي التي تعطيه القدرة على تصوير خاطره ومشاعره وتجربته، وليس هذا فحسب بل ينقل لنا صورة الواقع بالنسبة له، ومن الزاوية التي يراه بها .
وبالإضافة إلى ذلک؛ فإن الصورة الشعرية تعد معياراً وميزاناً مهماً للناقد، لمعرفة جودة الشاعر من عدمها، وللمفاضلة بين شاعر وآخر, ففي حين هناک شاعر أبدع في جمال الصورة الشعرية وحسنها وعدم التکلف فيها، نرى شاعراً آخر طريقته في عرض صورته الشعرية غير مناسبٍ وغير مستحسن، ويظهر التکلف والتعقيد فيها حتى يذهبها رونقها . 
فقد( أظهرت الدراسات النقدية أن العمل الأدبي لا يتوقف عند الصياغة اللفظية، ولا يعتمد على التفکير المنطقي وحده، وإنما ينبع من مصدر آخر أيضاً يمده بطاقة إيحائية ترسم له مشاهد خلابة تبهر العقل وتمتع النفس وتهيئ له سبل الاستمتاع والالتذاذ، وتروض له القوانين الکونية الجامحة التي تعجز الإنسان في التغلب عليها وإخضاعها لرغباته، حيث لا يکتفي الإنسان بما يقدمه له العمل ولا يرضى بالممکن الواقعي فقط، وإنما يتوق إلى تحقيق الرغبات الدفينة في أعماق النفس، ومن هذا المنطلق نجد الفلسفة العربية القديمة تنظر في الحواس، وتربط بين الخيال وما يؤدي إليه الواقع من صور حسية عبر الحواس الخارجية، ولهذا نجد الخيال قوة تجسيم أو تجسيد حسي، وهذا الأمر جعلهم يرکزون على ناحيتي الإدراک والنزوع إلى التأثير في المتلقي أکثر من ترکيزهم على الناحية العاطفية الوجدانية، فجنحوا إلى دراسة التخييل، وابتعدوا عن البحث في ماهية الخيال وقدرته في إنتاج الصورة الشعرية، ولکن ذلک لا يعني أن تکون دراستهم غير مجدية، بل لها الدور المهم في بناء النظرية النقدية فيما بعد )
وسندرس بشيء من الإيجاز، آراء النقاد القدامى والمحدثين في الصورة الشعرية وأهميتها، ومدى فاعليتها في إخراج العمل الأدبي بالصورة المطلوبة .


 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية