الاستشراف والتغريب في شعر محمود سامي البارودي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب- جامعة الإسکندرية

المستخلص

 غنيٌّ عن البيان أن الشعر الحديث له من الصولات والجولات ما لا يمکن إنکارها في تطور الحرکة الشعرية  وقد کان ذلک بمحاکاة القديم کما نرى في مدرسة البعث والإحياء ، أو الدعوة إلى التجديد کما نرى في شعراء مدرسة الديوان هذا من جهة ، ومن جهة أخرى کانت هناک دعوة إلى إضفاء نوع من المغايرة لما قد کان مألوفا في الشعر القديم کما في المدرسة الرومانسية واتصالها بالغرب والانشغال بقضايا الإحساس والشعور والتدفق الوجداني، ناهيک بالمدرسة الواقعية التي اتصلت بالواقع وقضاياه اتصالا وثيقا ، وذلک کله تبعا لمتطلبات العصر ومقتضاياته الحداثية . وقد انعکس ذلک کله على تجارب الشعراء وإنتاجهم الأدبي وما انبثق عن ذلک کله من قيمةٍ أثرت التجربة الشعرية بشتى أرکانها.
  وما من شک أنه إذا کانت النهضة الشعرية الحديثة قد أولت اهتمامها برافديْ الأدب(الشعر والنثر) في آن معا؛ فإن الشعر کان له الغلبة واليد الطولى في هذا المحراب الإبداعي، خاصة في ظل التقلبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ضربت المجتمعات الشرقية عامة والعربية منها خاصة في أوائل القرن التاسع عشر وامتد صداها وأثرها إلى وقتنا الحاضر .
ومن نافلة القول إن تلک النهضة الأدبية لم تکن إلا نتيجة ما تمخض عنه الوعي العربي بفعل تلک التجاذبات الثقافية والفکرية التي رسختها الاحتلالات المتعاقبة على المنطقة العربية، وما دعت إليه من اتجاهات قد لاقت استحسانا وقبولا تارة ، ولم تلق ذلک تارات أخرى.
 ومن هذا المنطلق فقد وَجَدتْ الدراساتُ الحديثة ضالتها في البحث عن الجذور القديمة الضاربة بسهم وافر في الذهنية العربية؛ وقد تجلى أثرها في البحث عن القديم بثوب جديد لعل ما کان غائبا عن الحرکة الأدبية لبضعة قرون- منذ نهاية العصور العباسية وما تلاها من حرکات تنويرية تقدمية غلب عليها التردد وعدم الارتکاز أحيانا وعلى مجاراة العصر الأدبي والسياسي آنذاک في أحايينَ أخرى- لعل ذلک کله قد وجد مأربه في الحرکة الإحيائية التي کانت نقطة انطلاق للمغايرة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية