مدرسة مسلمة بن أحمد المجريطي العلمية في الأندلس (دراســة تـاريـخـيـة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - جامعة المنوفية

المستخلص

 يُعد أبو القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي، من أعلام الحضارة الإسلامية، ورائداً من رواد النهضة العلمية في الأندلس، خلال القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، ودليلاً على الإبداع والابتکار الذي اتسمت به الحضارة الأندلسية، وترجمت معظم مؤلفاته إلى اللغة اللاتينية، وکان لها أثر واضح في تطور العلم الأوربي منذ عصر مبکر، وکان ممن افتخر بهم ابن حزم في رسالته في فضل الأندلس.
أسس مسلمة بن أحمد المجريطي مدرسة علمية في قرطبة، تعد من أهم المدارس التي ظهرت في الأندلس، وکان لها دور مهم في تطور الحرکة العلمية، وإن لم يتم التحقق من کونها مدرسة بالمعنى الحقيقي للوجود المکاني المحدد، إلا أنها ضمت مجموعة من العلماء من مختلف أنحاء الأندلس، الذين تتلمذوا على أستاذهم مسلمة، وکانوا مختصين بعلوم محددة، وتميزوا بمنهج علمي، قائم على التفکير العلمي والتجربة العملية، وقاموا بدورهم في نقل علومهم إلى تلاميذهم من بعدهم، في سلسلة متصلة لعدة أجيال، وترجم الکثير من إنتاجهم إلى اللغات الأوربية المختلفة.
يقينا إن دراسة تراث الأندلس، له مکانة خاصة، ومن ثم فإن أي جهد يبذل لنشر هذا التراث جدير بالتقدير، خاصة وأن ميدان الدراسات الأندلسية في مجال علوم الأوائل، ما زال في حاجة إلى مزيد من جهود العلماء، ومن هنا هدف هذا البحث إلى دراسة دور المسلمين في التقدم العلمي، وتوضيح انجازاتهم الحضارية، ليکون باعثا للمشارکة بفعالية في حضارة المستقبل، وکذلک الاستدلال على الحرية الفکرية، والإبداع العلمي في عصر الخلافة الأموية، رغم نعت العامة للعلماء المهتمين بهذه العلوم، بالإلحاد والزندقة، بسبب نفوذ الفقهاء المتشددين، فلم يتعرض مسلمة بن أحمد المجريطي، ولا أحد من تلاميذه لأي اضطهاد أو تضييق.
تم تناول هذا الموضوع من خلال ثلاثة عناصر رئيسة، هي أولا: علماء مدرسة مسلمة ابن أحمد المجريطي، ثانيا: المساهمات والإنجازات العلمية لهذه المدرسة، ثالثا: أثر مدرسة مسلمة المجريطي في الفکر والعلم الأوربي، مسبوقة بتمهيد عن علوم الأوائل في الأندلس خلال العصر الأموي، لما لذلک من علاقة بنشاط هذه المدرسة واختصاصها الأصيل، وخاتمة توضح أهم نتائج هذه الدراسة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية