المردود الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لأحداث 25 يناير 2011 "دراسة حالة لبعض المثقفين المصريين"

   تعتبر عملية التحول الاجتماعي والاقتصادي والسياسي من أهم القضايا الاجتماعية، فعملية التحول الاجتماعي تحافظ على الأمن والسلم الاجتماعي بتحقيق التوازن والعدالة الاجتماعية بين طبقات المجتمع, وعملية التحول الاقتصادي تؤدي إلى مزيد من التنمية التي ترفع من مستوي معيشة ورفاهية المواطنين, وعملية التحول السياسي تؤدي إلى ترسيخ الديمقراطية والتخلص من التهديدات التي تتعرض لها من تسلط وقمع، وتتسم عملية التحول بالتعقيد من جهة وبتعدد مساراتها من جهة أخرى، لذلک تکون الثورات بمثابة البديل عن حرکات التغيير لتحقيق ما لم تستطيع أن تحققه تلک الحرکات السابقة من تحول اجتماعي واقتصادي وسياسي وإنهاء حقبة النظم الإستبدادية.
 
    فقد عانى الشعب المصري نتيجة سياسات القمع والتسلط والإستبداد وغياب العدالة الاجتماعية والتنمية زمناً طويلاً من المشاکل والهموم المرافقة لمصادرة الحريات الشخصية، وتفشي الأمية وإنعدام الخدمات الضرورية للمواطن، مما دفع الشارع المصري إلى التحرک بشکل کبير کاسراً عقدة الخوف وجدار الصمت، لينتفض ويطالب بحقوقه المستلبة غير مبالياً بالتضحيات، لأنه لا يملک شيء يخسره أمام ممارسات الأنظمة الإستبدادية التي صادرت کل امتيازاته کمواطن، واستأثرت بالسلطة والثروة وصادرت حريته وکرامته، فغياب العدالة الاجتماعية, والتنمية والديمقراطية في مصر وفشلها في الإندماج مع المجتمع هو الأمر الذي زاد من وضوح خيارات الثورة  والدعوة إلى التغيير.
     وبالطبع أدت الإنتفاضة المصرية في 25 يناير 2011 إلى إعادة التفکير النقدي بشکل کبير في قضايا المجتمع المصري, بالإضافة إلى موضوعات مهمة مثل الحرکات الاجتماعية، دور الجيوش، تسييس الشباب، ودور شبکات التواصل الاجتماعي، فإعادة التفکير ستکون لها دلالات على نظريات الثورة, فالأحداث الثورية ينظر إليها معاصريها على أنها جديدة تماماً، وخاضعة للسرعة ومليئة بالإضطرابات وعدم اليقين بشأن المستقبل، فالثورات تأتي دائماً لتغيير الواقع المتردي الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
    وتأتى هذه الدراسة لمحاولة التعرف على العوامل التي ساهمت في قيام الإنتفاضة المصرية، وهل لها مردود اجتماعي واقتصادي وسياسي، وهل يمکننا الحکم عليها بأنها ثورة ؟  وتطلبت هذه المحاولة مراجعة نقدية للتراث البحثي المتوفر حول أحداث 25 يناير, فهناک دراسات اقتربت من موضوع دراستنا الراهنة بشکل أو بآخر، لذلک سوف نحاول الإستفادة من کل التراث البحثي المتوفر حول الموضوع سواء من تناول جانب واحد من الظاهرة ، أو من تناول أکثر من جانب