الأدوار السياسية للنساء في عهد الدولة الأموية ومساهماتهن في مختلف مجالات الحياة "نساء البيت الأموى أنموذجاً"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم التاريخ کلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة أم القرى

المستخلص

تعد الأحداث التاريخية اللغة الدالة على سعي الإنسان في الأرض، وتعد الحضارة الانعکاس الحقيقي لحرکة الإنسان في شتى دروب الحياة، فالحضارة هي العمل الإنساني بصفة عامة سواء کان صواباً أو خطأً.
والتاريخ والحضارة الإنسانية لم يشکله الرجال وحدهم، بل النساء شرکاء للرجال، فلقد مثلت المرأة من خلال تلک المشارکة العديد من الأدوار المهمة، فکانت بحق مکوناً أساسياً للحياة في شتى جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغير ذلک.
ولقد برز دور المرأة منذ أن خلقها الله، في ممشارکة آدم عليه السلام بعمارة الأرض وتحقيق الغاية التي من اجلها خلق المولى عز وجل البشرية في عبادتة و اعمار الأرض؛ قد تميزت المرأة في الإسلام بما اولاها من عناية و تقدير؛ فکرمها وأعطاها حقها وقدرها، بعد أن کانت في المجتمع الجاهلي وصمة عار لأهلها، حتى أن أحدهم إذا بشر بولادة أنثى ظل الأيام والليالي حزيناً على قدومها الحياة، حتى ينتهي به الأمر إلى وأدها، فلما جاء الإسلام الحنيف أعاد للمرأة إنسانيتها، وجعلها مکرمة مصونه، وأعلن النبي صلى الله عليه وسلم في آذان الدنيا بأسرها أن النساء شقائق الرجال، وهذه الحقيقة لم يستطع أن ينکرها حتى غير المسلمين.
    والناظر في تاريخ المسلمين يجد أن دور المرأة بعد تکريمها ووضعها في مکانتها التي تليق بها کان دور بارزاً؛ حيث أن المرأة في عصر صدر الإسلام کان لها دور فاعل بجانب الرجال في إقامة دولة الإسلام، فلقد بايع النبيr يوم بيعة العقبة الأولى و الثانية نساء الأنصار کذلک في بيعة الرضوان بايع عدداً من النساء، ولقد خلد القرآن ذکر بيعة النساء في کتابه الکريم في أواخر سورة الممتحنة، وفي الهجرة النبوية کانت المرأة بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم تعينه بالإمداد والتموين اللازم له في غاره، وفي المدينة المنورة روت المرأة الأحاديث عن رسول الله، وتصدرت لتعليم غيرها، وفي غزوات الرسول کان لها وظيفتها في علاج الجرحى، وإعداد المؤن والطعام، وهکذا کان للمرأة الکثير من الأدوار البارزة في عصر صدر الإسلام.
وبعد العصور الفاضلة الأولى ظل دور المرأة بارزاً، فلقد لعبت الکثير من الأدوار في دولة بني أمية، فکان لها دور سياسي، واجتماعي، وثقافي، وغير ذلک.
وقد کانت الدولة الأموية حاضنة الکثير من الفتوحات الإسلامية، وفي عصرها شيدت حضارة فتية، وکان للمرأة دور کبير في صناعة تلک الحضارة.
ولإبراز دور النساء في العصور الإسلامية الأولى، وتحديداً في عصر الدولة الأموية، وکيف أنها ساهمت بدور رئيسي في بناء تلک الحضارة، تم العزم على تسليط الضوء في هذه الدراسة على دور نساء البيت الاموي و العصر الاموي في خدمة الامة الإسلامية و المجتمع الإسلامي بما قدمنه من علم و معرفة و اعمال خيرية و سياسية ؛ تخليداً لدورهن و لکي نقدم لنساء العالم نماذج تاريخية نفخر بها من نساء المسلمين في عصوره الأولى .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية