البعد الحجاجي في الخطاب القرآني : قراءة تداوليّة في نماذج من سورة فصّلت

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة امحمد بوقرة بودواو بومرداس - الجزائر

المستخلص

تعدّ المناهج النّقديّة المعاصرة أدوات إجرائيّة تساعد على تحليل الخطابات (الأدبيّة   والسياسيّة والدينية...)، واستقراء ظواهرها المحدّدة لتأويلاتها وقصديّاتها، ولعلّ المنهج التّداولي أحد المناهج النّصانيّة النّقديّة التي ترتکز على مجموعة من المفاهيم والأليات والإجراءات لتناوله مواضيع ذات صلة مباشرة بواقع الاستعمال اللغوي؛ وذلک من خلال اهتمامه بسياق الخطاب وملابساته وکذا رصده لمقاصد المتخاطبين وکيفية تبليغها والاستدلال عليها أثناء العملية التّخاطبيّة.
   ولمّا کان الحجاج هو الأخر عملية تخاطبيّة قائمة أساسا على طرفين؛ يسعى الأوّل إلى تبليغ قصده للمخاطَب بهدف حمله على الاقتناع بفکرة  أو موضوع ما، وفي المقابل يسعى الطّرف الثّاني- مستثمرا عناصر السياق- للوقوف والاستدلال على مقصديّة المتکلّم هذا ما سمح للحجاج أن يندرج ضمن مباحث التّداولية ليشکل عنصرا مهما من عناصرها وبابا رئيسا في مباحثها.
    هذا من جهة، ومن جهة أخرى إنّ المتأمّل والمتدبّر في الخطاب القرآني وبالأخص خطاب العقيدة والتوحيد يجده متضمّنا لأبعاد حجاجية من شأنها أن تبطل وتدحض مزاعم المنکرين والرافضين لدعوة وعقيدة التّوحيد؛ وذلک بالاستدلال والبرهان وإقامة الحجج المختلفة( عقليّة ، منطقيّة، بيانيّة بلاغيّة، لغويّة)
وبناء على ما سبق تبلورت فکرة العمل في هذا الموضوع ليکون  عنوان المداخلة موسوما بــ:   الــبــعــد الــحــجاجـــي فـــي الخــطــاب الــقــــرآنــــي - قراءة تداوليّة في نماذج من سورة فصّلت-
   ساعين من خلالها إلى تحليل الخطاب القرآني تحليلا تداوليا؛ وذلک بالوقوف على البنى الحجاجية في السورة من خلال تحليل الأفعال الکلاميّة( نظرية أفعال الکلام لأوستين وسيرل) واستظهار أبعادها الحجاجيّة، والوقوف کذلک عند الروابط والعوامل الحجاجية (نظرية الحجاج اللغوي لديکرو وإنسکومبر) التي تضفي هي الأخرى صبغة حجاجية على الخطاب ومن ثمّ دعامة إقناعيّة، کما نسعى من خلالها إلى تحليل الصور البيانيّة( البلاغة الجديدة لبيرلمان) الواردة فيها  لا من حيث جمالها الفني، بل من حيث وظيفتها الحجاجية وبعدها الإقناعي الذي يترک أثرا في المتلقي بالاستجابة والخضوع لا بالرّفض والعدول.
وإذا کان من الخطاب القرآني - وبالتحديد سورة فصلت- ما هو حجاجي هذا ما يجعلنا نطرح مجموعة من التساؤلات تشکّل مجتمعة نصّ الإشکالية المطروحة، ولعلّ أبرزها مايلي:
- کيف يمکن استثمار المفاهيم التداوليّة في الکشف عن البنى والآليات الحجاجية في الخطاب القرآني عامّة وفي سورة فصّلت خاصة؟
-إذا کانت سورة فصلت تتحدث في مجملها عن وحدانية الله وعظائم قدرته وصدق نبوّة أنبيائه فکيف کانت محاججة القرآن لمنکري وجاحدي رسالة التّوحيد؟
- -هل اقتصر الخطاب القرآني في حجاجه لهؤلاء المنکرين على صورة واحدة للحجاج أم أنّ صوره تنوّعت واختلفت تبعا لاختلاف المخاطَب والمقام والسياق؟

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية