الحقوق الزوجية في الشريعة الإسلامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية – کلية الاداب – جامعة المنوفية

المستخلص

الحمد لله حمدًا کثيرًا طيِّـبًا مبارکًا فيه، هو الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وهدانا لأعلى المراتب وخصنا بخير رسول ، فهو خير واهب، وحبانا بخير المذاهب، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ولن تجد له وليا مرشدًا.
أما بعـــــــد ...
فيقول ـ عز وجل  ـ في کتابه العزيز : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّکُمُ الَّذِي خَلَقَکُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً کَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ کَانَ عَلَيْکُمْ رَقِيبًا﴾ ([1]).
  ومما لا شک فيه أن الإسلام حَرَص على بناء الأسرة المسلمة، مع حفظ ضمان استمرارها واستقرارها؛ لذلک بيَّن في کتابه الشرائع التي من شأنها تحقيقُ هذه الغاية.
وکذلک بيَّن القرآن الکريم کل ما يخص حلَّ المشکلات والمنازعات، وبيَّن کيفية علاج هذه الخلافات التي قد تدب بين الزوج والزوجة، بما يوازن بين حقوق کلٍّ منهما، مع حفظ مکانة الميثاق الغليظ؛ فهو ـ وفقا لما قرره القرآن الکريم ـ قائمٌ على السکن والمودة والرحمة، کما جاء في قوله ـ تعالى ـ : ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُم مِّنْ أَنفُسِکُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْکُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَکُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِکَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَکَّرُون ﴾ ([2]) فالدين الحنيف اعتبر کلًّا من الزوجين سکَنًا للآخر، لا غنى له عن شِراکته والأنس به؛ فهما کنفس واحدة.



([1]) من سورة النساء الآية"1".


([2]) من سورة الروم الآية"21".

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية