أسلوب التقديم في شعر أيام العرب في کتاب النقائض (لأبي عبيدة مَعْمَر بن المُثنَّى التَّيْمِي البَصْرِي)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم اللغة العربية کلية الاداب – جامعة المنوفية

المستخلص

لقد نشأت البلاغة العربية في رحم الإعجاز القرآني لأنها کانت من أهم الأدوات لفهمه وإدراک إعجازه، فحظي الدرس البلاغي عند العرب بکثير من الاهتمام ؛ فأدرکوا قيمة الدرس البلاغي من حيث کشفه لأسرار بنية الخطاب وأثره في المتلقي وقدرة الکلمة على التأثير والتعبير  " فالبلاغة هي: إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ على حد وصف الرماني في رسائله في إعجاز القرآن "([1]).
ولقد کان الأسلوب من أهم القضايا التي تناولتها البلاغة العربية والتي تجسدت من دراستها له قدرة البلاغي على التفطن  لسر جمالية الخطاب سواء کان شعرًا أم نثرًا، فقد نظر البلاغيون العرب الأوائل إلى الأسلوب من خلال سمات القوة والتناسق والجمال مراعين في ذلک ما يقتضي الحال الذي يکون عليه المخاطب ويشترطون في المخاطب إلمامه بعلوم اللغة من نحو وصرف وبيان وعروض وشکل هذا لديهم إجماعًا وقلما من أضاف جديدًا للأسلوب حتى نصل للجرجاني في نظريته للنظم الذي ربط بين الدرس البلاغي في نظرته للأسلوب وبين النحو وقد أسس لذلک في کتابه " دلائل الإعجاز" يقول:" واعلم أن ليس النظم إلا أن تضع کلامک الذي يقتضيه علم النحو وتعمل قوانينه وأصوله وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ منها  "([2]) فهو يساوي بين النظم والأسلوب من حيث أنهما يشکلان تنوعًا لغويًا خاصًا بکل مبدع يصدر عن وعي واختيار، وبذلک تجاوز کثيرًا من الأطروحات البلاغية السابقة عليه التي تمثلت في اشکالية اللفظ والمعنى وأيهما الأساس في تشکيل جمالية النص ؟



[1] ))الأسلوب بين التراث البلاغي العربي والأسلوبية الحداثية، د. محمد بلوحي، منتدى مجمع اللغة العربية على الشبکة العالمية بتاريخ 16/4/ 2017


[2] )) ينظر دلائل الإعجاز, الامام أبي بکر , عبد القاهر عبد الرحمن بن محمد الجرجاني , تعليق محمود  محمد شاکر, مکتبة الخانجي , مطبعة المدني، ص54-55

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية