تأثير التکنولوجيا الرقمية على إنتاج المحتوى الصحفى فى غرف الأخبار وعلاقته بکفاءة الأداء المهنى للقائمين بالإتصال

ان التحول الي نظام التحرير الالکتروني المعتمد علي شبکات محلية داخل الصحف تعديل العلاقة بين المحررين بالصحفية والکتاب من خارجها من ناحية ومراسليها من ناحية أخري ، حيث أصبح المحررون اليوم يستخدمون الأدوات التکنولوجية الجديدة ، فبعد أن کان الفاکس هو الاداة التکنولوجية الاساسية التي يستخدمها الکتاب في إرسال موادهم المکتوبة الي الصحيفة ، أصبح هؤلاء الکتاب اليوم مطالبين باستخدام ما تتيحه تکنولوجيا الحاسبات من أدوات.
وباتت غرف الأخبار الحديثة تقدم المحتوي لقنوات نشر متنوعة دون الاقتصار علي وسيط بعينه، فيما بات يعرف بتعدد المنصات الاعلامية، وهو ما يمثل انعکاسا تطبيقيا لمصطلح الاندماج الاعلامي بما يعنيه من امتزاج للتقنيات التي کانت متباعدة قديما بما يشتمله ذلک من أبعد تقنية واقتصادية وثقافية، وفي تطورات أعادت تشکيل عليات إنتاج الاخبار واستهلاکها، وأضاف إليها سمات المرونة والتخصيص واللحظية وقيم التفاعل والمشارکة ويطرح مفهوم تعدد المنصات فکر لا ينغلق علي وسيط النشر ويري في الصحافة صناعة الخبر وليس وسيط نشره ما يعزز الاتجاهات المناقضة لمخاوف اندثار الوسائل او انقراض وسيلة لحساب أخري ، ويفسر کل الاتجاهات الجديدة التي لحق بالوسائل الاعلامية المختلفة بوجه عام والصحافة بشکل خاص .
إذ شهدت صناعة الاعلام تحولات متنامية تعتمد علي التفاعل بين عمليات متناقضة ومتکاملة في آن واحد لمنصات إعلامية مختلفة ما انعکس علي إعادة هيکلة المؤسسات الاعلامية وتطوير النماذج الاقتصادية والادارية والتحريرية التي تتبعها من أجل الوصول لإدارة اعلامية أکثر کفاءة لمنصات اعلامية أکثر تعدد وهو المفهوم الذي لم يعد مرتبط فقط برقمنة تقنيات الاعلام کما کان الحال إبان ظهوره وإنما بات يضم عناصر التکامل والجمع والمنافسة والتشعب أو الاختلاف.