النکرة والمعرفة في القرآن الکريم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدراسات الإسلامية - جامعة الملک سعود

المستخلص

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين بالکتاب المبين ليهديهم إلى صراط مستقيم.
وبعد:
لقد وجّه الله عباده لتدبّر کلامه وعَقْل معانيه في مواضع من کتابه، قال سبحانه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ کَانَ مِنۡ عِندِ غَيۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخۡتِلَٰفا کَثِيرا﴾ [النساء:82]، وقال: ﴿کِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡکَ مُبَٰرَک لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِ﴾ [ص:29].
وإن مما يُعِين المسلمَ على تدبّر کلام الله تعالى النظرُ في تنوع أساليب نظمه واختلافها من مقام لآخر، فيظهر لک قصور البشر في أن الفصيح منهم يصنع خطبة أو قصيدة يستفرغ فيها جهده ثم لا يزال ينقحها حولًا کاملًا، ثم تعطى لآخر نظيره فيأخذها بقريحة جامة فيبدل فيها وينقح، ثم لا تزال کذلک فيها مواضع للنظر والبدل، وکتاب الله لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد أحسن منها لم يوجد( ).
لذا فقد أوْلى المفسرون هذا الأمرَ عنايةً بالغةً قديمًا وحديثًا؛ لا سيما أن ذلک يسهم في الکشف عن بعض أوجه بيان کلام الله تعالى.
ومن الأساليب التي لا يکاد يخلو کتابٌ في التفسير أو علوم القرآن من التنبيه على محاسنه ونُکاته ودقة اللفظ في موضعه؛ أسلوب التنکير والتعريف وتعاقبه على الألفاظ في السياقات المختلفة لأغراض متنوعة.
ومن هنا نشطت همتي لکتابة هذا البحث الذي أسعى فيه للکشف عن جزء من أسرار هذا الأسلوب وبلاغته في القرآن الکريم.
وقد انتظمت الدراسة في مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة وفهارس.
والله أسأل التوفيق والتسديد للصواب من القول والعمل.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية