الخير والوجود لدى زرادشت وأفلاطون

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب ـ جامعة عين شمس

المستخلص

إن موضوع بحثنا هو دراسة دور الخير سواء فى وجود العالم وتنظيمه أو فى نشر الفضائل داخله . وقد قصرنا بحثنا على زرادشت وأفلاطون ؛ لکونهما نموذجين يتضح لديهما أثر الخير فى وجود عالمنا ، ووجود الأخلاق ، علاوة على تأثير هذين المفکرين فى عصريهما ــ وهو ما ظهر من خلال انتشار أفکارهما .
ويثير هذا البحث عددًا من التساؤلات حول الخير لدى زرادشت وأفلاطون ، ويمکن إجمالها فى أربعة تساؤلات أساسية هى :
1ـ ماهى طبيعة الخير عند کل من زرادشت وأفلاطون ؟ وما مصدره ؟
2ـ ما طبيعة الإله عند کل من زرادشت وأفلاطون ؟ وما صفاته ؟ وکيف أوجد العالم ؟ ولماذا أوجده ؟
3ـ هل يتلاشى دور الإله الخيّر بعد وجود العالم عند کل من زرادشت وأفلاطون ، أم يظل له دور فى الحفاظ على الخير داخل العالم ؟ وکيف يحافظ الإله على الخير فى عالمنا ؟
4ـ ما هو الخير الذى يسعى إليه البشر ؟ وکيف يُسهم الخير فى نشر الفضائل بين البشر ؟ وکيف يصبح البشر فضلاء ؟   
وقد اخترنا هذا الموضوع للبحث فيه أولًا لقلة الدراسات العربية التى تهتم بمفکر له مکانته کزرادشت . وثانيًا لإيضاح تقارب الحضارات وليس صراعها ، بدليل أن اثنين من المفکرين لهما مکانتهما فى عصريهماــ کزرادشت وأفلاطون ــ تماثلت أفکارهما حول أهمية الخير فى وجود العالم والأخلاق ، وذلک على الرغم من تباعد المسافة الزمنية التى تفصل بينهما هذا من جانب ، واختلاف نظرة کل منهما لطبيعة الخير من جانب آخر . أما ثالث أسباب اهتمامنا بالموضوع فهو أنه يعطينا بارقة أمل فى إمکانية اصلاح العالم وخلاصه مما به من حروب ورذائل أخلاقية إذا اهتممنا بزرع الفضائل من خلال التربية .
وقد استعنا فى بحثنا بالمنهج التحليلى المقارن النقدى ؛ إذ اعتمدنا ــ أساسًا ــ على أقوال المفکرين نفسيهما، وعمدنا إلى إيضاح أوجه الشبه والاختلاف بينهما وبين سواهم من الفلاسفة ، وقمنا بتقييم آرائهما لبيان ما لها وما عليها. وقد فضلنا أن نتحدث عن منهج للدراسة وليس مناهج ؛ لصعوبة الفصل بينها . فعرض آراء أىً من زرادشت أو أفلاطون قد يعقبه مقارنة بين أفکارهما وفکر سواهم من المفکرين ، أو تقييم لتلک الأفکار وکل ذلک فى الموضع نفسه . فهناک مزج بين المناهج حتى إنها أصبحت کمنهج واحد يستخدم فى الموضع نفسه على مراحل متتالية .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية