المدرسة التاريخية الجزائرية ومواجهة المشروع الفرنسي لكتابة تاريخ الجزائر "المؤرخ مبارك الميلي أنموذجا"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة خميس مليانة/ الجزائر

المستخلص

تعرض تاريخ الجزائر لحملة مسخ وتشويه من طرف المستعمر الفرنسي، وكان هدفا لسياسته الثقافية والتعليمية منذ أن وطأت قدماه أرض الجزائر سنة 1830م، محاولا تعليم أبناء الجزائريين بأن فرنسا أمهم ووطنهم، وأن تاريخ الجزائر ما هو إلا امتداد لتاريخ فرنسا وأوروبا الرومانية.
ولقد تنبه رجال الحركة الإصلاحية في الجزائر إلى الدور الذي يلعبه التاريخ في تربية النشء، وتوجيهه نحو المستقبل، وربطه بماضيه، فعملوا على إدراجه كمادة حيوية في المدارس والمعاهد الحرة، وازداد اهتمام العلماء بتاريخ الأمة الجزائرية، بعد حملة الإساءات الفرنسية لثوابت الشعب الجزائري في إطار الاحتفالات المئوية، وما صاحبها من مساس فظيع بتاريخ الأمة ودينها، فظهرت المؤلفات التاريخية الخاصة بتاريخ الجزائر منذ القديم، تأكيدا على الهوية الوطنية، وتجذيرا لفكرة الكيان الجزائري القديم والأصيل، والتي حاول الاستعمار الفرنسي طمسها.
وفي هذا الصدد فإن ظهور مبارك الميلي كأول مؤرخ جزائري حديث لم يكن محل استغراب، فالميلي قد حاول أن يعيد كتابة تاريخ الجزائر على أساس وطني، وذلك من خلال مؤلفه الموسوم بـ "تاريخ الجزائر في القديم والحديث" الذي ظهر جزؤه الأول سنة 1928م، وبعدها بنحو أربع سنوات (أي سنة 1932م) ظهر الجزء الثاني.

لذلك صح القول أن مؤلف الميلي يعتبر بادرة جديدة في مجال التوعية التاريخية، لأنه ترك الآثار الإيجابية في نفسية الجزائريين، وحتى المشارقة أيضا، حيث عمد الميلي من خلاله، إلى تحصين وبعث جذور مقومات الشخصية الجزائرية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية