الدوجماطيقية والأيديولوجيا السياسية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة المنوفية

المستخلص

لا أحد يمكنه أن يجزم بما سوف يؤول إليه الوضع السياسي فى أى دولة، حتى وإن امتلك الأيديولوجيا المثالية -إن وجدت- فجميع الأيديولوجيات المقدمة والتي سوف تقدم في المستقبل ما هي إلا استراتيجيات مقترحة لتفعيل الحراك المجتمعيSocietal movement من أجل تحقيق أهداف معينة وغايات منشودة، وسواء حققت أم لم تحقق فإن معيار الحكم عليها من حيث النجاح أو الإخفاق تبدو في النتائج التي تحصدها والتي يقع على رأسها أحقيتها بالوجود كفاعل ومؤثر في عجلة السير للعملية السياسية توجيهًا وتوظيفًا.

ولعل في هذا الامر ما يسترعى الإنتباه لأمر آخرمفاده: إذا كانت الأيدولوجيا السياسية -على وجه الخصوص- تستند الى الدوجما لتركز دعائم وجودها داخل المجتمع في طورها الأول، فما هو الشيء الذي يضمن لها بدوام الحضور أو بالتجديد من ذاتها على أقل تقدير لتبقى حاضرة؟ الحق أن القول بأبدية الأفكار والمعتقدات التي تحملها أيديولوجيا ماهو قول منافي للواقع التاريخي الخاضع لصيرورة الأحكام والأوضاع عبر الحقب التاريخية المختلفة، و عليه فإن الأيدولوجيا وإن لم تكن خالدة، فهي أيضًا ليست معصومة من الأخطاء التي قد تقع بها بموجب كفالتها للدوجما والتي قد تُعيق أي محاولة لنقد الذات أو الوقوف على النواقص التي تعتريها وتدفعها لرفض الآخر بالكلية وربما السعي لإقصاؤه.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية