الاغتصاب الجماعي للنساء كوسيلة للتطهير العرقي في حرب البوسنة والهرسك 1992-1995

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس التاريخ الحديث والمعاصر كلية الربية جامعة دمنهور

المستخلص

يتناول هذا البحث مسألة الاغتصاب الجماعي ضد النساء المسلمات في حرب البوسنة والهرسك 1992-1995، فلقد كان قرار البوسنة والهرسك بالاستقلال عن يوغسلافيا إيذانًا بوقوع حرب مدمرة استمرت من عام 1992 حتى عام 1995 لقي فيها مئات الآلاف من الأشخاص مصرعهم، وتم تشريد ملايين الأشخاص، وحدثت انتهاكات جسيمة لقوانين حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي تجل عن الوصف من أجل سياسة التطهير العرقي التي كانت تجري ممارستها علنًا في أراضي البوسنة والهرسك، وكان أسوأ ما تم في تلك الحرب هو استخدام الاغتصاب الجماعي والمنظم كأداة للتطهير العرقي، فقد تعرضت ما يزيد عن 50ألف امرأة مسلمة من البوسنة للاغتصاب بصورة متكررة، حيث كان يتم إجبارهن علي الحمل لإنجاب أطفال صربيين، فضلا عن ذلك كانت عمليات الاغتصاب الجماعي تلك تتم بصورة علنية في حضور الأهل والمحتجزين الآخرين في معسكرات الاغتصاب، كما أن عمليات الاغتصاب تلك رافقتها عمليات تعذيب للنساء وعمليات قتل لهن، ولم تفرق جرائم الاغتصاب بين الفتيات الصغيرات أو الشابات أو المسنات فقد طالت معظم النساء في البوسنة والهرسك؛ فالاغتصاب استخدم في تلك الحرب كأداة للتطهير العرقي وكان الهدف منه هو ترويع السكان المسلمين وجعلهم يفرون من أراضيهم ومنازلهم وعدم العودة إليها مرة أخرى عن طريق بث الرعب في نفوسهم، وخوفهم من عدم مقدرتهم علي حماية نسائهم، وقد أثبتت الشواهد والتقارير الدولية أن عمليات الاغتصاب في تلك الحرب لم تكن نتيجة ثانوية للحرب، بل كانت استراتيجية عسكرية ممنهجة ومخطط لها

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية