اللغة العبرية المعيارية والدارجة "دراسةٌ لغويةٌ تحليليةٌ في ضوء المصادرِ العبرية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر.

المستخلص

لقد كانت اللغة العبرية لغة “ميّتة”، بمعنى أنها كانت لغة مكتوبة فقط طَوَالَ سبعةَ عَشَرَ قرنًا من الزمان، حتى أواخر القرن التاسع عشر، حيث كانت الظروف مواتية لبدء التحدث بها، وبدأت جهوٌد حثيثةٌ بُغْيَةُ جَعْلِها من جديد لغة محكية في فلسطين لتصبح رويدًا رويدًا كسائر اللغات البشرية الطبيعية. ومن المألوف في البحوث اللغوية الحديثة استعمال بعض الكلمات العبرية، مثل תחייה (החיאה), חידּוש, התהוות, התחדשות (إحياء، تجديد، تكوّن، تجدّد) على التوالي، والمصطلحات الإنجليزية revival, rebirth, renaissance, revernacularization عند تناول أي جانب من جوانب هذه الظاهرة اللغوية الفريدة من نوعها بالبحث والاستقراء. وهي تُعـِدﱡ فريدةً لأنّ سُنّة اللغات البشرية هي أن تكون اللغة محكية في البداية، ومِنْ ثَمّ تتبلور تدريجيًا إحدى اللهجات المركزية ذات الشأن لتصبح لغة الكتابة، على حين أنﱠ الوضْعَ في اللغة العبرية الحديثة المحكية معاكسٌ، إذ إنها انبثقت من لغة قديمة جدًا، مكتوبةٍ منذ ثلاثة آلاف سنة ونيّف.

وقد سيطر على الثقافة العبرية لسنواتٍ عديدةٍ اتجاه معياريﱡ للغة العبرية، تجسـﱠدَ في تجاهل لغتها الدارجة، والنظر إلى المصادر المكتوبة باعتبارها اللغة الشرعية الوحيدة، وبسبب هذا النهج المحافظ، فإنه لم يتم بحث اللغة العبرية الدارجة خلال العقود الأولى لنشأتها، وليس لدينا مدوناتٌ منذ بدايةِ الخطاب العبريﹼ في إسرائيل والمراحل الأولى من تطوره.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية