أيديولوجيا السلوك الصوفي في مواجهة التطرف الديني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية اداب جامعة العريش

المستخلص

تعددت أنواع التطرف و نذكر منها ما يتصل بموضوع بحثنا وهو التطرف العقدي أو الديني والذي يرجع السبب الرئيسي فيه إلى الجهل ، وعدم التفقه في الدين، والتقليد الأعمى المطلق لمؤسسي الجماعات المتطرفة في الماضي والحاضر بما يُعرف بالبيعة والسمع والطاعة، كما أن من أخطر أشكال التطرف الديني على العباد والبلاد هو الفهم الخاطئ لبعض النصوص الدينية كتفسيرهم لمفهوم الجهاد والخلافة والحاكمية والاستشهاد في سبيل الله، وإطلاقهم الشهادة على العمليات الانتحارية ومن مظاهر هذا التطرف التعصب والتشدد على النفس، والتشديد على الغير في غير محله، وإلزامهم بما لم يلزمهم الله به، في حين أن الإسلام دين اليسر وليس العسر، في حين كانت رؤية الصوفية لمفهوم الجهاد قائمة علي جهاد النفس أولاً، فالجهاد لا ينحصر في القتال في سبيل الله وحسب، بل هو شامل له ولغيره من كل ما فيه من بذل ومشقة موجهة ضد الأعداء ما دام في سبيل الله، بل هو يشمل جهاد الشيطان والنفس، وجهاد النفس داخليًّا مقدم على جهاد العدو في الخارج، فمن أعظم أنواع الجهاد جهاد التربية، والتي هي أساس المنهج الصوفي، حيث يرتبط مفهوم الجهاد عند الصوفية الأوائل بحركتين أساسيتين وهما: الفتوة والمرابطة.

واذا كان الفهم الخاطي لمفهوم الجهاد هو أحد أخطر الاسباب المؤدية للتطرف الديني فإن الفهم الخاطئ لمفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستخدام جماعات التطرف له، يعد هو ثاني هذه الاسباب، في حين أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا خلا من ضوابطه وشروطه أصبحت شروره أعظم من مقاصده الإصلاحية. فهو في الأساس فرض على الكفاية، ودعوة بالحسنى وليس بالعنف والإكراه، وهو ما التزم به الصوفية المعتدلون في منهجهم وطريقهم.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية