رؤى النخبة السياسية المحلية لأوضاع التنمية في المجتمع المصري : دراسة ميدانية في محافظة المنوفية

تحتل النخب السياسية مكانة بارزة في الأدبيات السوسيولوجية المعاصرة؛ وذلك لكونها عنصرا مهمًّاً من عناصر النسق السياسي في المجتمعات الحديثة، وذلك بحكم الأدوار الاجتماعية المهمة، التي تقوم بها في مجالات التنمية، الديموقراطية، المشاركة السياسية، التنظيمات السياسية؛ فضلا عن ارتباطها بقضايا الطبقات الاجتماعية، ودلالاتها السياسية البارزة، وغير ذلك من قضايا تتصل بحركة المجتمعات الإنسانية المعاصرة. وانطلاقا مما تملكه النخب السياسية من الفرص المتصلة بصياغة القرارات المجتمعية المهمة، بصفة عامة، وكذلك في المجتمع المصري بصفه خاصة، فقد جاءت الفكرة الرئيسة للدراسة الراهنة؛ لتتناول آفاق العلاقة بين النخبة السياسية المحلية، وتصوراتها حول التنمية في المجتمع المصري.

وفي هذا الإطار، تعدُّ التنمية من القضايا الاجتماعية التي تتميز بالأصالة التاريخية؛ وذلك بفضل ارتباطها بحالة المجتمعات الإنسانية، وما يتصل بذلك؛ من ارتباطاتها القائمة بين حالة الأبنية الاجتماعية والسياسية والثقافية السائدة في هذه المجتمعات، وخاصة مجتمعات العالم الثالث؛ ومما يؤكد صحة ذلك؛ بروزالاهتمام بقضايا التنمية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، في المجتمعات التي تخلصت من الاستعمار التقليدي، وهي المجتمعات التي شهدت العديد من التحديات، وسعت إلى مواجهة مشاكل بناء الدولة والتنمية والتغيير؛ للتغلب على حالة الضعف والتشوه في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي حدثت فيها، خلال الحقب الاستعمارية، وعلى مستوى المجتمع المصري، تعد التنمية مطلبا ملحا، يقتضي الاهتمام به بصورة موضوعية، وخاصة حين نتعرض لكيفية تحديد فلسفة التنمية وأشكالها، والذي لا يقوم دون رؤية النخبة بحسب موقعها من صناع القرار، وفي هذا السياق؛ تجدر الإشارة إلى موقف التنمية في المجتمع المصري وعلاقتها بالقضاء على الفقر، وسد الفجوة، الكرامة الانسانية، فضلا عن مدى كفاءتها في تحقيق القدرة السياسية الاجتماعية والاقتصادية المستقلة على الساحة العالمية