مذهب القول بالصَّرْفة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم المواد العامة كلية العلوم والآداب برفحاء . جامعة الحدود الشمالية

المستخلص

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛

فالقرآن الكريم هو آية الرسول- صلى الله عليه وسلم- الكُبرى، والدليل على صدقِه، والشاهد على نبوته؛ لما هو عليه من أسلوب البلاغة، وعجيب الفصاحة الخارجة عن أنواع كلام العرب البُلَغاء الفُصْح، ولما يشتمل عليه من صنوف العلوم، وشتى المعارف، وأنواع الأحكام، المنتظمة سلك الإعجاز في دقتها وإحكامها وحسنها، وغير ذلك من وجوه الإعجاز.

وقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون نبيه- صلى الله عليه وسلم- على حُكم الأمية؛ تحقيقًا لهذه الحالة وتأكيدًا؛ لأجل معجزته هذه؛ ولذلك قال :﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ ( العنكبوت: 48) وقال:﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ﴾ ( يس: 69).

وقد تحدى الله عز وجل به الإنس والجن أن يأتوا بمثله أو بسورة من مثله، فلم يستطيعوا قال الله: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾( الإسراء: 88).

غير أنه قد ذهب بعض العلماء إلى أن وجه إعجاز القرآن ليس في أسلوبه ونظمه ولا إحكام بيانه؛

وإنما في صرف همم المعارضين له أن يأتوا بمثله، وهو ما يُعرف عند العلماء بالقول بالصَّرْفة في إعجاز القرآن.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية