أثر حادثة القناصل في جدة 1274هـ/1858م على العلاقات العثمانية البريطانية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الملک سعود

المستخلص

کان لأهمية ميناء جدة البحرية والتجارية أثر کبير في زيادة حرص القوى العظمى على افتتاح قنصليات لها في جدة، إلا أن بريطانيا لم تُحسن اختيار القنصل المناسب لهذه المنطقة الحساسة عند المسلمين، فأساء التصرف مع الحجازيين، ومن جانبها لم تعتن الدولة العثمانية بها کما يجب، وراحت تعطي رعايا الدول الأوروبية امتيازات تتجاوز حتى أهالي الحجاز، مما أسهم في رواج تجاراتهم وکساد تجارات غيرهم؛ وهو الأمر الذي أشعل شرارة الصراع، خاصة مع انتشار الفوضى بسبب وجود الفراغ السياسي بعد وفاة شريف مکة محمد بن عون؛ مما ساعد على تأجيج الصراع وعدم القدرة على احتوائه، فکانت نهايته مقتل قنصل بريطانيا وقنصل فرنسا وزوجته وعشرين من الأجانب في جدة.

وردًا على ذلک قصفت بريطانيا وفرنسا جدة بالقنابل، واحتج العثمانيون على القصف، وساءت العلاقات بين بريطانيا والدولة العثمانية، لکن سرعان ما عادت الأمور لنصابها؛ برغبة من الدولتين لکون ذلک فيه مصلحة لهما، فعملت الدولة العثمانية على استرضائهم وإشراکهم في التحقيقات التي انتهت بإعدام أربعة عشر رجلاً ونفي العشرات، کما قامت بتعيين موظفين يحرصون على إرضاء رعايا بريطانيا في جدة، قابله اعتذار بريطاني عن القصف.

کانت حادثة القناصل حدًا فاصلًا بين مرحلتين متمايزتين من العلاقات العثمانية البريطانية، فحتى وإن ظلت العلاقة حسنة بين الجانبين لفترة وجيزة بعد الحادثة، إلا أنه يمکن اعتبارها بداية لتدهور العلاقات، خاصة من جهة بريطانيا التي کانت تملک زمام المبادرة بحکم قوتها العسکرية، لينتهي ذلک التنافر السياسي بدعم بريطانيا المباشر لإنهاء ما عُرف في التاريخ بالمسألة الشرقية، والمناداة بعد الحادثة بسبع سنوات فقط بتقسيم الحليف القديم، والإجهاز على الرجل المريض.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية