التأثيرات المتباينة للتغير الاجتماعي على الهوية الثقافية للشباب دراسة ميدانية على طلاب جامعة الإسكندرية

شهد المجتمع المصري خلال السنوات العشر الماضية من عام (2011- 2023م) العديد من التغيرات الداخلية والخارجية التي أسفرت عن تحولات عدة خلخلت البنى الثقافية والاجتماعية، وقد تشعبت جذور هذه التغيرات وامتدت لتشمل كل نواحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية؛ الأمر الذي تسبب في فجوات عميقة في البنى الأساسية والهوية الثقافية..

وإن كانت فئة الشباب ـ وفقًا للتصنيف العمري ـ أكثر الشرائح الاجتماعية تأثرًا بالتغيرات الحادثة في المجتمع، فإن فئة الشباب هذه تمثل المرآة التي ينعكس بها وعليها كل المتغيرات والمستجدات بالمجتمع، والتي قد تتشكل في أوضاع صحية إيجابية، أو على العكس من ذلك من أوضاع مرضية سلبية، فالشباب وما يتجسد لديه وبه يمثل النبض الحقيقي لمجريات الأوضاع وطبيعة الأمور بالمجتمع الذي تعيش به تلك الفئة.

وبغية بلورة رؤية تحليلية حول التأثيرات المتباينة للتغيرات المجتمعية على الهوية الثقافية للشباب؛ سيتم تقسيم الدراسة إلى مبحثين رئيسيين: يختص المبحث الأول بالشق النظري، حيث يعرض منهجية تحليل العلاقة بين التغيرات المجتمعية والهوية الثقافية للشباب من خلال عرض مشكلة الدراسة، أهدافها، وتساؤلاتها، وفروضها، مع عرض إطار مفاهيمي ، ثم تقديم تصورات لنظرية الغرس الثقافي، ثم تقديم وصف لماهية الهوية الثقافية.

أما المبحث الثاني فيتناول الشق الميداني للوقوف على تأثيرات التغير الاجتماعي على اللغة، والعادات والتقاليد، والقيم الدينية، والقيم السياسية، وطريقة التفكير لدى أفراد العينة، والانتماء. وبالاعتماد على منهج المسح الاجتماعي بالعينة، ومنهج إعادة التحليل نجد أن أكثر ما توصلت إليه الدراسة أهمية، وما يمثل صمام أمان للنسق المجتمعي في مصر، قوة انتماء الشباب المصري المعاصر لوطنهم، فقد أبرزت العينة أن ما يقارب نصف العينة من الشباب الوطن انتمائهم للثقافة المصرية يعدّ مرتفعًا.