التدين كمعدل للعلاقة بين التشوهات المعرفية وقلق الموت لدى كبار السن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الاداب جامعة المنوفية

المستخلص

يمر الإنسان خلال حياته بمراحل نمو متتالية تبدأ بالطفولة، مرورًا بالمراهقة، والشباب، والكهولة، وصولًا لمرحلة الشيخوخة، ولكل مرحلة احتياجاتها ومتغيراتها ومشكلاتها التي تزداد تعقيدًا وحساسية بتقدم العمر وبمرور الوقت تنضج انفعالات الإنسان مع نموه العمري. وتعد التغيرات البيولوجية والعقلية والاجتماعية وتراكم الأمراض وانخفاض الدخل من أهم خصائص مرحلة الشيخوخة ويترتب على هذه التغيرات خمول جسمي وعقلي يتوافق مع وجود بعض الاضطرابات النفسية منها القلق والتفكير بالمستقبل والتفكير بالموت (فهمي ،1999م، ص106).

واقتراب موعد موته كما تتأثر الحالة النفسية لديه باختلاف ظروف مختلفة منها مكان الإقامة، والمساندة الاجتماعية والنوع.

كما يعد التدين أمرًا فطريًا لدى الإنسان، لذلك قد يساعد على ظهوره عوامل التنشئة الاجتماعية، فهو يزيد وينقص لدى الفرد حسب التنشئة الاجتماعية وتدعميها لتوجهات الفرد الدينية، كما أن الدين ذو طبيعة داخلية لدى الفرد، ويصبح لديه كالنواة الأساسية التي يدور حولها في كل تعاملاته وتصرفاته ممثلة في العقيدة السليمة، والنوايا الحسنة لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى (الشلوي،2006)

برغم التقدم المعرفي والتكنولوجي وزيادة الرفاهية المادية التي نعيشها في هذا العصر والتي لم يسبق لها مثيل إلا أن العلماء اتفقوا على أن يطلقوا على عصرنا "عصر القلق" (زهران ،2010 ،486) ويعود السبب في ذلك لاهتمامنا بالجانب المادي وإهمال الجانب الروحي أو العقائدي والذي جعل الفرد يقف حائرًا وسط هذه الموجه الحضارية والتغيرات السريعة في محاولة منه لمواكبة واستيعاب هذا التقدم الهائل، ولكن فشله في ذلك وعدم وجود الطمأنينة والسكينة داخله جعلت منه فريسة سهلة للقلق، ويعتبر "قلق الموت" من أهم أنواع القلق التي ظهرت حديثًا وسيطرت علي فئة كبيرة من الناس خصوصا الفئات الشابة نسبيًا

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية