الترجمة ومراكزها العلمية والحضارية قبل الإسلام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الآداب

المستخلص

الترجمة مثل أي ظاهرة في الوجود لابد لها من بدايات، ثم مراحل الخلق والاختمار، ثم مرحلة النضج والاكتمال، فالترجمة كانت ولاتزال جسرًا للتواصل بين الحضارات فالترجمة سبب من أسباب التواصل البشري على الأزمنة البعيدة، ولولا تلك الأسباب لانقطعت أخبار كل أمة عن سابقتها، ولأخدت دورة الحياة تُعيد نفسها في كل أمة، ولأصبح كل الوقت (حاضر) لا يوجد ماضي تتعلم منه وتكتسب مهارات وتُزيد عليه، ولا يوجد استشراف ولا مستقبل، بالتالي لا توجد حضارات، لا يوجد فكر، لا توجد علوم، لاتوجد حياة، وهذا عكس سنة الوجود وهي الخلافة؛ إذ قال تعالى لملائكته في سورة البقرة:" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً"( ) ،وقوله تعالى:" هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"( )، والخليفة هو من يخلُف غيره وينوب عنه، فالخلف والإنابة- كما قلنا- سنة الوجود، وهذه السنة الهدف مها إعمار الأرض، والعمارة لا تأتي بانقطاع كل أمة عن الأخرى بل التواصل مطلوب وأساسي وضروري ، ففي الأمم بالغة القدم كان التواصل بالإغارة والتعامل بالمقايضات، وتعلُّم المهارات المكتسبة من بعضهم البعض، فأممٌ تلاشت ولا يوجد لها أثر يُعرف غير حكايات التاريخ

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية