التحليل المكاني لنوعية مياه الشرب بمحافظة المنوفية- دراسة جغرافية

یعــد الحصــول على میاه مأمونة وخدمات صرف صحــي مــلائمة من الحقـــوق الأساسیة للإنسان، كما تعتبر جودة المیاه وتوافرها من المؤشرات المهمة للتنمیة المستدامة وأساس لتحقیق واستمرار التنمیة الاقتصادیة والاجتماعیة.
ویعد قطاع میاه الشرب من أهـــــم القطاعات الخـــدمیة في مصــــر، وقد انصب الاهتمام خلال العقود الأخیرة حــــول إتاحة الخـــدمة وضمان وصـــولها لجمیع المناطق المحرومة، إلا أن السنوات الأخیرة قد شهدت ً تزایدا في الاهتمام بقضیة نوعیة المیاه وجودتها؛ ً نظرا لتعدد مصادر تلوث المیاه وعدم مطابقتها في كثیر من الأحیان للمعاییر والمواصفات الصحیة وشیوع الأمراض المرتبطة بها؛ مما ترتب علیه عزوف بعض السكان عن استخدام میاه الشرب الشبكیة ا ً ً ستخداما مباشرا واعتمادهم على مصادر بدیلة.
وتقدم هذه الدراسة ً ً تحلیلا مكانیا لنوعیة میاه الشرب بمحافظة المنوفیة، وتتألف من ثمانیة مباحث، یتناول المبحث الأول الحـالة الإنتاجیة والاستهلاكیة لمیاه الشرب النقیة بالمحافظات المصریة، ویدرس المبحثان الثاني والثالث بنیة الشبكة وانتاج واستهلاك میاه ٕالشرب بمحافظة المنوفیة، ویقدم المبحثان الرابع والخامس ً تحلیلا لمستویات جـــودة ومطــابقة عینات میاه الشرب والحالة النوعیة لمیاه المحطات الأهلیة بالمحافظة، ویناقش المبحثانالسادس والسابع العـوامل المؤثرة في الحالة النـوعیة لمیاه الشرب والتأثیرات الصحیة الناتجة عن تلوثها، أما المبحث الأخیر فیعرض سلوكیات السكان وتوجهاتهم بشأن مجابهة المشكلات المتعلقة بمیاه الشرب وسبل تعزیز جودتها بالمحافظة.
وخلصت الدراسة إلى انخفاض نسب المطـــابقة بعینات شبكات میاه الشرب، وبخاصة شبكات المحطات الجوفیة؛ ً نظرا لتردي حالة المیاه الخام بمآخذ المحطات واختلاط المیاه الناتج عن القصور في خدمات الصرف الصحي. وبالرغم من الجهود الحثیثة لتنقیة المیاه عبر إنشاء المحطات الأهلیة واستخدام وحـــدات التنقیة المنزلیة (الفلاتر)، إلا أنها لاتزال غیر آمنة ولا تخضع لرقابة صحیة.