شعرية التفاصيل الصغيرة قراءة في ديواني (افئدة الطير ،واللحن الأخير علي شفة المغني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الاداب جامعه الطائف

المستخلص

يسمح ديوان أفئدة الطير لأحمد درويش لكل أنواع القراءات بتناوله، فمن شاء أن يقرأه قراءة بيانية جمالية وصل إلى ما يصبو إليه، ومن شاء أن يقرأه قراءة دلالية لوجد أجوبة أسئلته حاضرة في ثنايا تعبيراته ودلالاته، ومن شاء أن يجري مقارنة بين شعره وما ترجمه في ثنايا الديوان عن الشعر الفرنسي باحثاً عن التأثير والتأثر لوجد مدخله إلى ذلك، وبالجملة من شاء أن يقرأه قراءة حداثية أو ما بعد حداثية لوجد غايته ومبتغاه، فمراياه لامعة في كل
 
الاتجاهات.
 
لكنني أثرت قراءته من زاوية تبدو بسيطة كاسمها - إلا أنها من أفضل المداخل لقراءة هذا الديوان - ألا وهي زاوية التفاصيل الصغيرة ، فالتفاصيل الصغيرة هي التي كونت شعرية نصه وشكلت جمالياته، وضاعفت ثراءه وعمقت إيحاءاته، إذ إن شعرية نصه - في رأيي -
 
تكمن في التفاصيل الصغيرة.
 
وما رأيته في ديوان أحمد درويش رأيته كذلك في ديوان اللحن الأخير على شفة المغني) الصالح الزهراني، مع اختلافهما في الأداء، وفيما يختص بالترجمة - فهذا أمر خاص بديوان
 
أحمد درويش
 
ويستطيع القارئ أن يلمح في كثير من نصوص الديوانين أن التفاصيل الصغيرة أبلغ في
 
شعريتها من الصور البيانية، فهي ترسم من خلال جزئياتها البسيطة مشاهد شعرية غنية
 
بالإيحاءات والدلالات، تؤدي دورها الفني بما تضفيه على النص من أبعاد جديدة مستمدة
 
من حقول أدبية وفنية أخري، فتثريه بروافد أعمق وأشمل، بل هي أحياناً تفتح الدلالة أمام المتلقي ليؤولها حسب رؤيته، ويقرأها حسب ثقافته، فيكون بذلك شريكاً للشاعر في إنتاج

الموضوعات الرئيسية